آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قصيدة : يا سَيِّدَ الأرضِ للشاعر الدكتور علي الطائي

 

كُتِبتْ بتاريخ 11/9/2019  بمناسبة استذكار شهادة الإمام الحسين (ع) وألقيتها في عدة أمسيات في بابل وفي قناة الصراط اللبنانية وفي عدد من الملتقيات الأدبية :  (البسيط)      

            

يـــا سيّدَ الأرضِ، ِمــاتَ الشّعرُ والسّجــَعُ      

 


يـــا مُلهمَ النّثــر، ِمــــاذا يَنفـــــعُ الجـَــزَعُ؟

هل يُسمَعُ الشّعرُ مِمّن يشتكي صَمَمًــا؟

 

 

أو يَهضِمَ العِلـــمَ مــَــن في عَقلـــِهِ قَــذَعُ؟

لــــَن أكتُبَ الشّعرَ، كــالباقينَ أقذِفُــهُ

 


لَن يَبلُغَ القَصدَ، حينَ الشّعرُ يُصطَنـَــعُ

ما  أبلغَ الحُزنَ، من مأســاةِ نهضتــِهِ      

 

 

كم  يبلغُ الوَجدُ، من ذِكرَاهُ والوَجَـــــــــــعُ

ما أكرَمَ الأرضَ، إذ تَحْضُنْكََ تُربَتُهـــــَا

 


فـي مِثلِكَ الأرضُ، والأكوانُ، تَنفَجِـــعُ 



شَـوقي إليــكَ مَـدى الأيّـامِِ مُلتَهِــبٌ         



حُــزنـــِي عَلَيـــك بِقَدر ِالكــَون ِيَتّسِـــــعُ

يــــا سيـــدَ الأرضِ، ِقَلبـي  يَكتَــوي ألمَــــــًا

 

 

مـــِــن نكبة ِالـــدّين، ِممـــّا صــَار يُـبتَـــــدَعُ

أحبـــُو إليـــكَ وَدمــــعُ العــين ِيَسبِقُنــــــي

 

 

لم أبكِ ِللمــَـوتِ، بل لِلدين، ِمــا صَنَعــُوا؟

لم أبك ِذِكراكَ، كالباكينَ مِن جَـزَع ٍٍ

 

 

أنـــتَ الشّهيـــدُ، بثـــوب ِالخـُلـــدِ تَلتَفِـــــعُ

أبكـــِي علــى الناس، ِبـل أبكــي نكايَتَهُـــم  

 

 

جُــرحُ العُقُــول ِعَميــقٌ، حينَ تَنخَــــــــدِع

أشكــــُو إلَيكَ مُروقَ القَوم ِفـــي وَطنــــي  

 

 

قد ظاهَروا الدِينَ، بالتخريفِ مُذْ صَدَعوا

مــا أجملَ الفقرَ، حين الفقرُ يَعصِمُنَــــــا

 

 

مــــا أقبــحَ اليُســـرَ، إن لـم يَغْشَهُ الــــوَرَعُ

حَــازُوا لنـــَا الفَقرَ، إنّ الفَقــــرَ مَنقَصَـــةٌ

 

 

واستثمروا الدِّينَ، من أثدائهِ رَضَعُـــــوا

هــل تعرفُ اللّغــزَ في ما حَلّ من عَطَبٍ 

 

 

قد جانَبُوا العقلَ، في أفكارهِم فُجِعُــــــوا

للنائمين كَأَهـــل ِالكَهْــفِ قـــد تَبِعــــُـــوا    

 

 

بالمُغرضِينَ، بإسم ِالدين، ِقـــد خُــدِعـــــُوا

للسّاكتينَ، مــَدى الأيام، ِمــا نَطَقـــُـــوا   

 

 

خَوفـًـا من الناس، ِلا من ربِّهم فَزعُــــوا

هـــَل تأمَلُونَ هَديــرَ الصوتِ من صَنَـــمٍ 

 

 

فالجَاهِلونَ لِحُكم ِاللاّّتِ، قـَد خَضَعُــــوا

هــل غايــةُ الطَــــفِّ أنْ نلهـــُو بنـــَائِحــَــةٍ

 

 

أو نَكـْلِمَ الـــرأسَ، أَنْ تحيـَــا هنـــا البـِِـدَعُ

بـــل غايـــةُ الطـــفّ أن نـــَرقــــــَى بأمّتِنـــا،  

 


أن نلحَـــقَ الغـــَربَ، أن نسمــــُو ونرتَفعُ

هل غايةُ الطفِّ أن نبكـــي، كمــا فَعَلتْ 

 

 

ثَكلــــَى النســاءِ، إذا أبنـــاؤهــا صُرعــــــُوا

بــــل مَطْلَبُ الطـَــفِّ، أن نبكـــي جَهالَتَنـــا 

 


إنـــّي أرى الجهلَ فـي الأجيال ِيُفتـــَرعُ

مـــا مات ذا السبطُ كي نلهو بألسُنِنـــا  

 

 

بــــل مُبتغى السبطِ أنّ الظلمَ يَنقشِــعُ

هل جوهرُ الدين ِأن تَطغَى عَواطِفُنـــــا

 

 

بـــل جوهرُ الدين ِأنّ الشّملَ يَجتَمـــــعُ

ساسوا بـهِ الناسَ، دينُ الزّيفِ أفقدَهُـــم 

 

 

لُـــــبَّ العقـــــول، ِفليـــت الناسَ ترتــــَدِعُ

باعوا به العقلَ، كي تصفُو سَجيّتُهُـــــم

 

 

مَن يَفقدِ الفكــرَ، مـــا في رأســـــِهِ يَضَعُ 

فَلْتَنظرُوا الغــــربَ، إذْ لا دِيـــنَ يَجْمَعُهُمْ 

 

 

أَسْيَادُ في الأرضِ، قِشـرَ الدِّينِ قَدْ نَزَعُوا

قَدْ أَسْقَطُوا الزَّيْفَ وَالتَّخْريفَ مِنْ زَمَنٍ 

 

 

وَاسْتَلْهَمُوا العِلْمَ وَالإنْسَانَ إِذْ  شَرَعُوا

أَنْزَلْتُـــمُ الدينَ، حَتَّى صَـــارَ مَركَبَكُــــمْ   

 

 

لَـــمْ يَبـــْـقَ في الدِّينِ إِلَّا القِشْـرُ يُنتَــــزَعُ

فَاسْتَنْهـِضُــــوا العَقْــــلَ، يَـــا أَبْنــَـاءَ أُمَّتِنَـــا   

 

 

وَاسْتَقْبِحُوا الجهْلَ، وَالتَّهْريجَ، وَاسْتَمِعُوا 

قَدْ يُجمَعُ العِلْـــمُ، وَالأَمْـــوَالُ، في سَفَــــطٍ

 

 

إِلاّ سَنَـــــــا العِلْـــم، ِوالتَّخْريفُ، يَمتَنِـــعُ

يـَـا سَيِّـــدَ الأَرْض، ِهـَـــذَا بُحتـــُهُ خــَجِــــلاً

 

 

لا أَمْلِـــكُ المَــــالَ، هـَـذا الشِّعْرُ وَالسَّجــــَعُ


 د. علي الطائي 2020 

                   

عن الكاتب

د. علي الطائي طبيب جمع بين الطب والأدب / شاعر أهمس في أذن الكلمات فأصوغ لحنا أبديا من صنع البشر

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مدونة الطبيب الأديب علي الطائي